ويؤسفني أن أقول: إن تعامل الدعاة مع بعضهم بعضا هو أسوأ من تعامل الدعاة مع المدعوين! بمعنى آخر: أن بعض الدعاة يعامل المدعوين بمعاملة حسنة ليجذبهم إلى دعوته، والآخر يفعل نفس الفعل ليجذبهم إلى دعوته؛ فإذا نظرت إلى خلق هذا الداعية مع ذلك الداعية، لوجدت العجب!
ليس هناك من سبيل إلى اللين أو الرفق! ولماذا نقول: اللين والرفق؟! نقول: العدل، لأنه قد يفقد العدل بين الدعاة! وهذه حقيقة مؤلمة، ونحن نقولها لأننا في منبر دعوة ومع أناس يدعون إلى الله؛ فكلنا دعاة، وكلنا مدعوون لنكون أفضل أناس في الدعوة.
أقول: من الوصايا العشر التي أنزلها الله تعالى على كل نبي، وهي في كل ملة ودين ((وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى))[الأنعام:152] نحن الآن نطالب الدعاة بالحلم، وبالصفح، وبالتجاوز، والواقع أن العدل قد يكون مفقوداً! الدرجة التي ليس وراءها إلا الظلم ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ))[المائدة:8] ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ)) [النساء:135] لا نجد القسط ولا العدل في تعاملنا نحن الدعاة مع بعضنا إذا نزغ الشيطان فيما بيننا بأي نازغ من النوازغ.